Saturday, May 28, 2016

تهافُت التعايش

أعتقد أي اختلاف في الأفكار هيكون ناشئ عن اجابات مختلفة للأسئلة دي : احنا مين، بنعمل هنا ايه، جيبنا هنا إزاي، راحين فين بعد كدة ؟ الفلاسفة بيقولوا ان دي الأسئلة اللي شغلت كل الحضارات، وكل الأشخاص اللي بتفكر على مر التاريخ، واجابتها هي اللي شكلت الحضارات للي احنا شايفنها انهاردة مثلا: في وجود اجابة بتقول ان احنا أرواح مستأمنة على أجساد من قِبَل الخالق، فكرة زي ان أذى النفس ممكن يكون أسوأ من أذى الغير ممكن تكون مستساغة جداً على صعيد آخر، في وجود اجابة بتقول احنا جينا من عدم و رايحين للعدم، و مفروض نعيش هنا و ننبسط، حرمان النفس من أي حاجة مبتأذيش غيره شيئ مش مستساغ إطلاقاً الافعال قد تتشابه ، لكن دايما محتاجين نعرف المركز اللي طلعت منه الأفكار و الأفعال دي، عشان منتصدمش لما نلاقي أفعال مختلفة في مواقف تانية موقف الدين من أذى الغير هو نفس موقف أي ايدولوجية غير دينية محترمة.. ( الليبرالية كمثال)، لكن في مواقف زي الحرية الشخصية وجهة النظر هتختلف في وجود اجابة بتقول اننا مٌستأمنين على أموالنا مثلا من الخالق الرازق تختلف مع فكرة زي الاشتراكية في توزيع الثروة، مع انهم بيتفقوا في نواحي كتير ليها علاقة بمساعدة الفقيرو بالعدالة الاجتماعية التعايش مع الجميع واجب، تقبٌّل اختلاف الأفعال عن أيدولوجيات أصحابها لازم، الالتقاء في نقاط الالتقاء مطلوب، لكن إنكار الاختلاف الجذري و الجمع بين الأفكار المتناقضة -من حيث اجابتها على الاسئلة الكبيرة- تحت راية واحدة فيه نوع من التهافُّت

No comments:

Post a Comment